في البصرة الوادعة الجميلة يتجلى العراق كله، بل قل العالم أجمع. هي ميناء العراق، أبوابه مفتوحة ونوافذه مشرعة على الدنيا كلها…للبصرة جوانب كثيرة، متنوعة ومتشعبة، وكل موقع فيها له قصة وتأريخ
تمتد البصرة على جانبي شط العرب، الذي يتكون من التقاء الرافدين دجلة والفرات عند القرنة، والذي يصب في الخليج العربي. ومن هذا الشط تتسرب المياه إلى مئات الأنهار والجداول وآلاف القنوات الفرعية لتمنح المدينة الحياة والخضرة والثمر، وعلى ضفافه تشمخ غابات النخيل وكذلك أشجار الرّمان والموز والتوت والليمون
ومن خلال شط العرب تدخل البواخر من مختلف بلدان العالم الى البصرة حاملة السّواح والتجار وغيرهم، حيث يستمر قسم منهم إلى القرنة لرؤية شجرة آدم
في البصرة يتعايش الناس من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات، وتكاد تسمع كل لغات العالم، ويحتفل البصريون بأعياد ومناسبات بعضهم البعض. وتزخر المدينة بحركة تجارية واجتماعية وسياسية دائمة
هنا الأهوار، البيئة العذرية، ومولد البشرية، ملتقى الماء، النبات، الإنسان، الطيور، بقية الأحياء، التأريخ، الحكايات، الأساطير والحضارات. ومن هنا ابتدأ سفر السومريين إلى العالم الجديد بسفن البردي والقصب. وهنا أيضاً مضائف الكرم، عبق القهوة، عطر الهيل، خبز الفلاحات الشهي ومئات من أجود أنواع التمور
في البصرة أغنى حقول النفط في العالم، وفيها مؤسسة الموانيء الشهيرة، تزدهر بالمدينة صناعات متنوعة، مثل الصناعات الكيميائية، صناعة الألمنيوم، صناعة الورق، التمور، الصناعات الجريدية، صياغة الذهب والفضة، الطباعة، الألبان، المواد الإنشائية، الأخشاب وغيرها الكثير
البصرة مدينة الشعراء والكتاب والأدباء والفنانين والعلماء، مدينة الطرب والغناء والموسيقى، دور السينما والمقاهي، النوادي الإجتماعية والرياضية، المطابع والمكتبات. مدينة السندباد البحري، ومنطلق رحلاته ومغامراته الإسطورية. أرض المعتزلة وثورة الزنج، حاضنة القرامطة، أهل الصفا، علماء اللغة، الفلسفة، الصوفية والعلوم الطبيعية
المؤلف هنا يتحدث بتلقائية انسيابية عن مدينته التي يحبها، عن محلاتها السكنية، من المعقل الى العشار والبصرة القديمة، عن شوارعها، أماكنها الأثرية، أسواقها، ناسها، مبدعيها، جامعتها، جامعة البصرة، ونضال طلبتها من أجل حياة تعليمية أفضل، عن مدارسها، جسورها، عن أم البروم، قلب المدينة النابض بالحياة وعن الزبير وأبي الخصيب والفاو والقرنة، عن ليالي البصرة وكرنفالاتها، عن أصحاب المهن المختلفة، من ألأطباء والصيادلة إلى الصاغة والخياطين، مروراً بالحدادين والصباغين، حتى ليصعب أن تجد مَعلماً من معالم البصرة لم يمر منه الكاتب
ان كل من عاش في البصرة أو زارها، مرّ بها، أو درس فيها سيجد في هذه الصفحات ما يُعيده إلى تلك الأيام… إلى صورة الأمس
الكتاب: البصرة… وصورة الأمس
المؤلف: رزاق عبود
اللغة: العربية
الموضوع: عن مدينة البصرة
تأريخ الإصدار: 2019-11-28
نوع التجليد: غلاف ورقي سميك
الطبعة: 1
عدد الصفحات: 174
148 x 210 mm القياس
الوزن: 260 غرام
ISBN: 978-91-984711-0-6 رقم الإيداع الدولي