قصة (نحن والبحر) عن عائلة عراقية تتكون من الأب مزهر ذي الأربعين عاماً، زوجته ندى، تصغره بعدة أعوام، وأطفالهما الأربعة، سامي تسع سنوات، رامي سبع سنوات، ياسمين يزيد عمرها قليلاً عن العام الواحد والطفل الرضيع أسمر
بعد حياة هادئة ومستقرة نسبياً في بغداد تبدأ الأوضاع بالإنحدار من سيء إلى أسوأ، حيث الحروب ومآسيها، قسوة النظام الحاكم، الفوضى، استفحال الجريمة وتفشي ظواهر غريبة على المجتمع، إضافة الى التهديد بالقتل. في هذه الفترة شعرت عائلة مزهر باضطرارها للهجرة ومغادرة بلد الآباء والأجداد
هنا يبدأ مسلسل آخر من القلق والرعب، فكل الطرق محفوفة بالمخاطر الجدية، عليهم أن يجتازوا بسيارة الصحراء بين العراق والأردن، السائق الذي يُغالبه النعاس، المخافر الحدودية، حيث أي خطأ بسيط يمكن أن يؤدي بهم الى السجن في أقل تقدير
لأول مرة تسافر العائلة في طائرة أقلتهم من عمان إلى كوالالمبور. ومن ماليزيا عليهم أن يمخروا عباب البحر إلى اندنوسيا. القلق يسيطر عليهم ومزهر يفكر في عائلته وهو يعرف ان كثيرين ابتلعهم البحر قبل ان يصلوا الى دول اللجوء. ولكن ليس هنالك من طريق آخر
عليهم أن يركبوا باصاً ليأخذهم مع غيرهم إلى ساحل البحر، في منتصف الطريق يأمرهم السائق بالنزول ليقضوا ليلتهم في بيت مهجور وسط احدى الغابات، فيه امرأة واحدة من السكان المحليين. يرحل السائق عنهم، فتنتابهم شتى المشاعر وهم يسمعون عن عصابات، مافيات، شرطة حدود، تسليب، قتل واغتصاب
في اليوم التالي يصلون الى الشاطيء، حيث ينتظارهم زورق صغير، ترتفع في وسطه كابينة تحتضن المحرك ولوازم أخرى. في هذه الكابينة تكدست النساء والأطفال. يجد الراكبون أنفسهم ولأول مرة في زورق وسط البحر يلفهم الظلام. يتوغلون في عرض البحر… تقترب منهم سفينة أخرى أكبر حجماً وأكثر ارتفاعاً من زورقهم ، لتبحر بهم إلى اندنوسيا. يصرخ أحد الأطفال خائفاً من الصعود إلى السفينة الأخرى، ندى تضم رضيعها الى صدرها بقوة وتأبى أن تعطيه الى شخص آخر يرفعه إلى السفينة. إثناء ذلك تتمايل السفينة بقوة فيفقد أسمر الرضيع قماطه وغطاءه
بعد فترة من صراعهم مع أمواج البحر يشاهدون مركباً آخر ليستمر بهم إلى الشاطيء الإندنوسي، لكنهم يرفضون ذلك خوفاً من المجهول. في الصباح يشاهدون أسماك القرش تحيط بسفينتهم من كل جانب، يرعبهم المنظر؛ فيضطرون القبول بالإنتقال الى المركب الآخر
عند الشاطيء الإندنوسي يقبض عليهم البوليس ويضعهم في الحجز، الذي يشبه داراً واسعة، بجانبه حديقة كبيرة
يبقون في هذا الحجز عدة أشهر يعانون فيها من سوء التغذية، الرطوبة العالية، الديدان، الماء غير الصالح للشرب والأفاعي. تريد امرأة اندنوسية أخذ الطفل الرضيع أسمر كهدية، لولا ان أمه وأبوه يشعران بالخطر في آخر لحظة
في الحجز تتعرف عائلة مزهر على عائلة عراقية أخرى، معها طفل عمره ثلاث سنوات. تتحدث اليزابيث، أم الطفل، قائلة: (في طريقنا، الذي يبتدأ من ماليزيا في منتصف الليل بزورق قديم مهتريء، يتعطل المحرك ونحن وسط البحر، لا أحد فينا يعرف السباحة، ولا يحوي المركب على أية وسيلة انقاذ، إضافة الى ان السماء كانت تمطر مدراراً… في الليل يغرق كل شيء في ظلام دامس. فجأة يجيء زورق، فرحنا بذلك، ولكن بحارتنا الخمسة يقفزون الى ذلك الزورق ويتركوننا وحدنا وسط البحر، تتقاذفنا الأمواج، تصفعنا الريح، ينهشنا الجوع ويسيطر علينا الخوف! ينقضي الليل والنهار التالي، يبدأ التعب والإرهاق والقلق يدب في الجميع! الأطفال يبكون ونحن تتمزق قلوبنا ولا ندري ماذا نفعل! قبل ان تغيب الشمس يلوح زورق من بعيد، يقترب منا، وإذا بصيادين في قلوبهم رحمة
يحاول البعض الهروب من هذا الحجز الى جاكارتا، بيد ان محاولتهم تبوء بالفشل
تفتح المدارس أبوابها لتستقبل التلاميذ الإندنوسيين من أهالي المنطقة بحللهم الجديدة وشنطهم الجميلة، فترى الدموع تنساب من عيون الأطفال في هذا الحجز ويشعرون مع أهاليهم بالحزن والأسى
الكتاب: نحن… والبحر
المؤلف: سعيد غازي الأميري
اللغة: العربية
الموضوع: قصة
تأريخ الإصدار: 2019-09-20
نوع التجليد: غلاف ورقي سميك
الطبعة: 1
عدد الصفحات: 245
148×210 mm :القياس
الوزن: 370 غرام
ISBN: 978-91-984712-8-1 رقم الإيداع الدولي