“ليلة في عش النسر” كتاب جديد للمهندس عبد الأله سباهي يتحدث فيه عن أسفاره ورحلاته ومغامراته في مشارق الأرض ومغاربها. من الصعوبة أن تجد بلداً لم يزره أو يتعرف على أهله وأرضه وطبيعتهما. والمؤلف لا يهتم بجانب معين من البلد الذي يسافر إليه، وإنما يُعطينا فكرة وانطباعاً عن الناس، الطبيعة، التأريخ، العمل والعلاقات الإجتماعية. إن بساطة، تواضع، طيبة وأريحية سباهي جعلته يتعرف بسهولة على الناس في البلدان التي زارها؛ الأمر الذي أدى إلى أن يكتشف بيسر طباع المجتمعات في تلك البلدان.
بيد أن الكتاب لا يُعتبر نتاجاً كلاسيكياً؛ فمن جهة كتبه المؤلف بعد سنين عديدة من قيامه بتلك الرحلات، معتمداً على ذاكرة وهّاجة، ومن جهة أخرى يحوي بين دفتيه أحداثاً وقصصاً ومغامرات مدهشة إلى درجة يصعب تخيلها أحياناً، خاصة عندما نقرأ أن سباهي مكث شهراً كاملاً لوحده في غابة حقيقية! سيرى القاريء كيف كان يقضي أوقاته وماهو شعوره عندما كان الظلام يخيم على الغابة كلها. كما سيعرف من يتصفح الكتاب كيف أوقف سيارته وسط باريس ومضى ليتمشى ويرى معالم مدينة السحر والجمال، فلما عاد لم يجد طريقه إلى سيارته وبدأ يبحث عنها بمساعدة شاب باريسي طيب. أما عن تلك الليلة في عش النسر فأتركها للقاريء يستمتع بها بنفسه.
يحدثنا المؤلف عن طرائف ومواقف حدثت له إثناء تجواله في مدن وموانيء وصل إليها. فعلى سطح باخرة كبيرة وفي مستهل شبابه كان يجلس لأول مرة في حياته حول مائدة إفطار حَوَت ما لَذَّ و طاب، فتناول شريحة خبز وفرشها بالزبدة ووضع فوقها طبقة سميكة من “مربى” برتقالي اللون وأدخل نصف الشريحة في فمه فتفاجأ بطعم غريب؛ إذ لم يكن ذلك “المربى” غير الكافيار الروسي! وعندما تعرف لاحقاً، في أثناء زيارته إلى أرمينيا، على طريقة تحضير الكونياك في أحد المعامل، اكتشف أن الكونياك من الدرجة الأولى الذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز وكونياك الدرجة الثالثة الذي لم يحصل على أية جائزة كانا يُعبئآن من نفس البرميل!
حدث مرة في تركيا أن دخل مكاناً مميزاً حسبه مطعماً فإذا به صالة كبيرة فيها حفلة عُرس. وفي باريس جلبت انتباهه بناية جميلة عندما ولج داخلها وجدها مقراً للمثليين. وعندما هدّهُ التعب في إحدى العواصم الأوربية أوقف سيارته وبات ليلته فيها. في الصباح وجد نفسه أمام السفارة الأمريكية!
يروي لنا المؤلف كيف ملأ قلبه الحزن عندما شاهد كماً هائلاً من الآثار العراقية النفيسة ترقد في متحف اللوفر بعيدة عن أصلها! كما يُحدثنا عن استيقاضه في أحد صباحات بيروت على أزيز الرصاص معلناً بدء الحرب الأهلية في لبنان! وبغرفته في فندق بإحدى المدن خرج من الحمام ليجد الصالة مكتضة بمجموعة من القردة! وفي مدينة أخرى، وعندما كان على فراش المرض سأله الطبيب المعالِج: هل أنت شيوعي؟ فاحتار بماذا يُجيب؟!
في مكتبة قرية صغيرة بشمال السويد أثار دهشته وجود كتاب كان قد ترجمه في الثمانينيات من قرننا المنصرم. كان ذلك الحدث ملهماً له ليبدأ مشواره في الكتابة والتأليف والنشر!
الكتاب: ليلة في عش النسر
المؤلف: عبد الأله سباهي
اللغة: العربية
الموضوع: أسفار ورحلات
تأريخ الإصدار: أبريل 2017
نوع التجليد: غلاف ورقي سميك
الطبعة: 1
عدد الصفحات: 272
148 x 210 mm القياس
الوزن: 520 غرام
ISBN: 978-91-979423-3-1 رقم الإيداع الدولي